وزير النقل العراقي والجهل الاعلامي!

رأي حر _ علاء الطرفي

لم يخطأ وزير النقل العراقي حينما قال :إن اول مطار بالعالم تم أنشاؤه في جنوب العراق منذ خمسة آلاف سنة، الرجل لم يتكلم جزافا كما يعتقد الناس لاسيما اشباه المثقفين ممن لم يتعرفوا على حضارة بلدهم وعلى الرغم من انه اسند معلومته هذه الى اراء متخصصين في علم الفلك والاثار!، إلا ان موقع التواصل الاجتماعي ضج بالمنشورات الساخرة من هذه المعلومة ولم تكن هذه الضجة على الفيسبوك بالغريبة مقارنة بالضجة التي احدثتها وسائل الاعلام التي سخرت بشكل او بأخر من هذا التصريح في الوقت الذي لم تكلف نفسها بالبحث والتدقيق لمعرفة حقيقة علمية أدلى بها علماء بارزون في مجالهم!

اتجه كبار المتخصصين في علم الاثار والفلك الى ان يعتقدون بنزول العمالقة من الكوكب المفقود “نيبيرو” الى العراق وتحديدا في جنوب العراق ليؤسسوا حضارة السومريين أول حضارة مدنية في العالم التي سبقت حضارات الارض وابتكروا الكتابة المسمارية وشرعوا القوانين واخترعوا وسائل تقنية قريبة بأفكارها من الوسائل التقنية المعاصرة، وجاء اعتقاد العلماء هذا على ضوء الاثار والدلالات التي وجدوها في ارض نيبور واور ونفر وغيرها من منطقة الفرات الاوسط العراقية التي أكدت نزول عمالقة من الكوكب المفقود “نيبيرو” اسمتهم بـــ”الانوناكي”، وليس هذا وحسب انما هذه الاثار اثبتت الكثير مما قالته من خلال حل ألغاز الفلك ومن ابرزها المجموعة الشمسية التي اكتشفت منذ ثلاث مئة سنة في الوقت الذي كانت مكتشفة من قبل السومريون منذ ألاف السنوات! كما وان كوكب بلوتو الذي لم يكتشف ألا سنة 1930 كان موجود في المجموعة الكوكبية لأثار السومريين.

يقول عالم الاثار “Jim marrs ” إن مجموعة ما ابتكره السومريون لا يصل اليه مجتمعنا المعاصر، وضعوا اول نظام سياسي برلماني وأول نظام تعليمي ويضيف العالم Zecharia Sitchin”” ان الانوناكي استخدموا الهندسة الوراثية لتطوير الجينات البشرية وجمعوا بينهم وبين البشر فأنتجوا الانسان الطبيعي المسمى  كرومانيون وهو الرجل المعاصر لكوكبنا.

ان آثار السومريين الذين عاشوا في أواخر الألف الرابع قبل الميلاد تدل على انهم كانوا يعيشون في السهل الرسوبي الفرات الاوسط حديثا لأن خصوبته وغناه البيئي سمحت بهذا الانجاز الحضاري التاريخي لنشوء المدن الاولى مثل أور وأوروك ونيبور ولجش وكولاب وكيش ولارسا وإيزين وأريدو وأدب واقاموا فيها السدود والقنوات النهرية للري وكانت معجزة من معجزات الزراعة عرفها الانسان الاول مما ميز تلك المدن عن غيرها حتى اسماها الكتاب المقدس بجنة عدن نسبة لجمالها وثرائها الطبيعي .

وقد أنتج السومريون أدباً رائعاً وشعراً امتاز بالعفوية والرقة والتعبير الصادق وابتكروا التدوين ودونوا هذا الأدب الإنساني على الرقم الطينية التي صنعوها من الطين النظيف المتوفر على شواطئ انهارهم وفروعها الوفيرة.

الغريب حقا جهل غالبية الوسائل الاعلامية واعلامييها عن حقيقة علمية او نظرية شائعة صرح بها علماء عالميين متخصصون بهذا المجال وهذا ما يضعنا امام حقيقة تدني مستوى الاعلام وسطحية افكاره!

14509215_1296884803675905_591712568_n

image006

http://www.alwathiqa-press.com/%D9%88%D8%B2%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%82%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%87%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A/

فطورُ ساخنُ

imagehttp://alaaaltrfepress.blogspot.com/2011/06/blog-post.html?m=1

راي _ حر

كتبت هذا المقال راي حر بعنوان ارثنا المنهوب في عام ٢٠١١ ونشر في بعض الجرائد والوكالات الصحافية الالكتروني

ارثنا المنهوب
بقلم /علاء الطرفي
كم منا من اعتز بأشياء خلفها الاباء والاجداد حتى وان كانت تلك الاشياء زهيده في اسعارها ستبقى لا تقدر بثمن وكم من متحدث اعتز بحكم وعادات وطباعا نسبها الى والده او جده في مناسبات ومحافل عده اعترافا منه بفضلهم علية ولو عفى عليها الزمن تبقى تذكرنا بانتمائنا الى تلك الأجيال وتأصلنا بهم تأصل النخيل بالأرض. فهم الجذور ونحن الثمر هم بناة يومنا ولو ابتعد زمانهم عنا كابتعاد السهم عن قوسه.
واليوم ربما نسينا ذلك الارث جهلا منا لقيمته التي اوهمنا المغرضون انها ما عادت تساوي شيئا فغفلت عنها قلوبنا والابصار وكانت مغنم لمن قيمها ولم ينتمي اليها يوما.
الاثار هي ارثنا التي ما فتأت ان تلوح صارخة بتلالها الشماء العبقة وسكناتها المثقلة بدوي العلماء وتصرف الحكماء وقوة الاسياد لتذكرنا بماضينا العريق .
ولا يخفى عليك ايها القارئ ان المحاكم امتلأت ادراجها ورفوفها بقضايا الارث المتنازع عليها بين الاخوة والاقرباء تنازع وصل في اغلبه حالاته الى بذل النفس في سبيل أثباته.
ولكن مالنا لا نطالب بإرثنا الاكبر ارث ركعت بين قدميه اعظم الحضارات مقرة بفضائله عليها فهل ما عدنا ننتمي له ؟
يقول جيم مارس (Jim mars) عالم الاثار عن الحضارة السومرية ان “مجموعة ما اخترعوه وابتكروه لا يصل اليه مجتمعنا المعاصر) وهذه شهادة من بين عدد ضخم من الشهادات العلمية التي اغمضنا عنها اعيننا وتناسينا تلك الكنوز العظيمة .
وان المقياس الامثل لمدى رقي الشعوب هو مدى حفاظها على ارثها الاثري الذي يعكس قابليتها على صنع الحضارة .
ولو كانت لنا بعثات دراسية وسفرات تنظمها مدارسنا وجامعاتنا لكان للأثار نصيبها الاوفى من اهتمامنا كأبناء لمن بنا تلك الحضارة وايضا لو اهتممنا بتوفير السبل الخدمية للسياح والزوار لتلك الصروح لكانت تمثل موردا ضخمة لمدننا ولكان محط الهام لبناء حاضرنا .
افهل يكون منا ان ننهض بما حملنا وهل سيكون منا وفاء لهؤلاء الاجداد وما صنعوا وأضاءوا دروب الانسانية بعد ان علموها نعمة القلم.

 

أحلام مذبوحة

لماذا تذبح احلامنا نحن العرب؟!
إلاننا شعوب تنام باحضان الجزارين؟!..
أم لان احلامنا نطعمها من بقايا اعلافه؟!
غريبون نحن كأمة وافراد ..
نرضى ان نعيش هامشا في صفحات الواقع
ونزعم اننا التاريخ كله؟!
دائما نسير الى المجهول لان احلامنا ليست
من صنعنا بل علينا ان نستشير بها مخبول زعم انه رجل طين؟!..
حتى ثوراتنا التي حلمنا اننا نحققها اتضحت انها سراب وانها حلم الجزار..
لماذا نحن محبطين الى الحد الذي نردد كالببغاوات
اساطير لا معنى لها إلا في رؤوس المجانين..
قرأت عباراة لكتاب اوربا يقولون فيها
“إن العربي يهرب كالشاة من جزار بلاده
ليتحول اسد في بلادنا التي احتضنته بانسانيتها”.
نحن لا نعرف حتى كيف نحلم وماذا نحلم ومتى نحلم!.

مسرحية “كوليــــرا” لوصف معاناة المرأة العراقية

أستطاع الكاتب سعد هدابي في مسرحيته التي حملت عنوان “كوليرا” ان يقدم نصا ادبيا رصينا ذو مفهوم متكاملا جريئا ينقد فيه الحاضر والماضي ويجعل المستقبل رهين بإرادة المرأة.
هدابي وظف في مسرحيته ألام وأحزان المرأة ليحرر طاقة نصه الادبي الرافض للموت الذي تحول وباء كوباء الكوليرا يخطف اراواح العراقيين بسبب الحروب التي فرضت عليهم منذ عقود من الزمن دفعت المرأة ضريبتها الباهظة دون ان يكون للعراق فيها ناقة او جمل.
بدأت مشاهد المسرحية بالمرأة التشكيلية التي صنعت رجلا من طين لتجد فيه مفهوم الرجل الذي تريده ان يشاركها ثورتها على الاحزان والمأسي التي عاشتها وحيدة منذ عقودا من الزمن والى الان، محاولة خلق روح الرجل القادر على تغيير حاضرها وصناعة مستقبلها في شبح رجل مهزوم يعاني الضعف والوهن، وانتهت المشاهد بهروب هذا الرجل المكبل بالمرارة والقيد والخسارة.
ووجهت بعض المشاهد رسالة المرأة العراقية في رفضها أن يكون رحمها بئر ينتج الابناء كوقود لحروباً خاسرة كانت سبب تعاستها وحرمانها، كما حملت الرسالة ايضا رفضها للعرف الذي جعل انوثتها قربان لاهواء الرجل وضحية لوحشية.
المسرحية كانت انتقالة حقيقة بالفن من فن مستهلكً يناغم سطحية الواقع الى فنً ناقداً بناء يحاول الارتقاء بمفهوم الحياة.

الوردي هوية وطن

استمتعت بقراءة بعض كتب الدكتور علي الوردي مؤخراً لتضاف الى ما قرأته من كتبه في تسعينيات العقد المنصرم.
المتاملُ في مفاهيم ما يكتبه الوردي يلمسُ بوضوح ان افكاره ربيبة افكار محمد باقر الصدر وان مفاهيمهما منطبقة بشكل تام.
الوردي الذي قلب نظرية ابن خلدون راسا على عقب واعاد بنائها بين نبوغه المتميز لا سيما بعد ان اجتهد بمفهومه ازدواج الشخصية مقارنة بمفهوم ماكايفر وكذلك الحال ايضا بمفهوم التناشز الاجتماعي مقارنة مع وليم أوغبرن.
لم يكن الوردي متوهما حينما اكد ان المجتمع العراقي يعيش منذ القدم صراع البداوة والحضارة فهذان النظامان المتناقضان انتجا سلوكا شخصيا ازدواجيا ليس على مستوى شخصية الفرد كما اسيء فهمه بل على مستوى السلوك الاجتماعي العام، ولتعليل هذا الصراع ارجع الوردي بداوة المجتمع الى وقوع العراق على طرف صحراء كانت تعج بالقبائل البدوية القوية التي تعتبر الغزو والثار والانانية من ابرز قيمها كما يرجع الحضارة الى ان العراق منتج اول حضارة انسانية عظيمة ومن هنا فقد ورث العراق ازدواجا قيميا داخل التنظيم الاجتماعي الواحد.
انفق الوردي اغلب سنوات حياته في البحث والدراسة لتحديد هوية المجتمع الذي ينتني اليه في الوقت الذي بقي مجتمعه يخوض غمار ذلك الازدواج ويعيش ارهاصاته المريرة فتارة يدعي المثل الفاضلة واخرى يعيش الانانية والمادية!
فالى متى يبقى هذا الصراع يفتك بواقع هذا الوطن؟!.

بغداد تغرق!!

سجلت العاصمة العراقية بغداد منذ ثلاثة ايام ولهذا اليوم ارتفاع مناسيب مياه الامطار الى ما نسبته 64ملم مقارنة بالعام الماضي الذي بلغ فيه منسوب المياه 42ملم حسب ما صرح به رئيس مجلس محافظة بغداد رياض العضاض.

وشهدت بغداد وعدد من محافظات الوسط والجنوب منذ يوم الاربعاء ولهذا اليوم نزوح اهالي بعض المناطق والاحياء من دور سكناهم التي غمرت منازلهم واتلفت اثاث منازلهم، وتداول ناشطون تلك المحافظات على صفحات الفيسبوك صور ومقاطع افلام تظهر غرق احياء وشوارع مدنهم مرجعين السبب الى فساد واهمال الحكومة المركزية والحكومات المحلية التي لم تنشأ شبكات صرف صحي ومجاري امطار في اغلب تلك المحافظات وتلف الشبكات الموجودة بالكامل بسبب الاهمال.

وفي الوقت الذي تعاني فيه بغداد وبعض المحافظات من سوء الخدمة انعدمت تلك الخدمة بالكامل في مخيمات النازحين التي غرقت بالكامل لتحول حياتهم الى مأساة انسانية حقيقية في ظل تغافل المجتمع الدولي عنها وانشغاله بالمعارك الاقليمية التي تدور في العراق وسوريا.

12190916_647959545346400_5861786240923867704_n

12193687_647959518679736_6759725925427042703_n 11220812_647959578679730_8564160130013419259_n

 

 

قصة حقيقية/ من فضول تلميذ الى ابداع عالمي

بقلم/علاء الطرفي

قصة الاديب والكاتب العراقي العالمي سعد هدابي

في صباح يوم الخميس من عام 1969 في باحة مدرسة الشروق الابتدائية، اشرقت الشمس على حشد غفير من الطلاب الذي اجتمعوا حول المعلم شاكر ومجموعة من زملائهم الذين كان يتمرنون لاداء عرضا مسرحيا، كان سعد يومها طفل صغير لم يكمل العاشرة من العمر دفعه الفضول نحو ذلك الحشد، واسرعت قدماه نحوهم واخذ يطاول زملائه بقامته القصيرة ويدافعهم شيئا فشيئا حتى شغل حيزا بينهم، وبالرغم من ان ذلك اليوم كان احد ايام الخريف القارص إلا ان الشمس اججت حماسة التلاميذ الذين كانوا يؤدون ذلك العرض لينالوا رضا معلمهم الذي كان يوقف احدهم فيتوقف الاخرون ويلقنه ليعيدوا جميعهم تلك الحركات تباعا.

سعد لم يكن يعرف ان هذا الاداء هو عرض مسرحي بل بدى مشدود تماما لما يقوم به زملائه واخذت تلك المشاهد تلقي في نفسه تساؤلات وحيرة، كان جل ما يحسب ان هذه المشاهد هي لعبة لم يعرفها من قبل وكعادة الاطفال لم يصبر طويلا بل فاجئ المعلم بسؤال شغوف قطع على التلاميذ ادائهم وعلى المشاهدين صمتهم.

سعد: ما هذه اللعبة يا استاذ ولماذا هكذا يؤدون هؤلاء الطلبة هذه الحركات؟!

المعلم انفعل لمقاطعة هذا الفضولي الصغير ونظر اليه بغضب وصاح بوجهه :انصرف من هنا!!

انصدم سعد بهذا الجواب المفزع وظهرت على ملامح وجهه البريئة علامات الخجل والخوف من معلمه، عاد التلاميذ الى اداء ادوارهم وعاد الطلبة لمشاهدة العرض.

ولم يلبث سعد سوى لحظات حتى تدارك ما هزم من عزيمته وعاد بجراءة ليسئل المعلم مرة اخرى بنفس السؤال، نظر المعلم الى سعد بهدوء هذه المرة واجابه: ان هذا الشيء ليس لعبة بل اسمه عرض مسرحي، وانه يحتوي على مجموعة من الحركات والعبارات تسمى مشاهد يأديه اشخاص من قصة تعود لتاريخ ووقت محدد، واخذ المعلم يوضح ببساطة لسعد تفاصيل هذا العرض، وسعد يستمع اليه بأصغاء تام.

شعر سعد ومنذ ذلك اليوم بان هذا العرض والمسرح استحوذ على كيانه وتركزت تلك المشاهد في ذاكرته واجتاحت مخيلته صور وافكار صغيرة، واصبح بعد عدة سنوات في دراسته المتوسطة يكتب ما كان يراه من مشاهد الحياة على شكل مشاهد مسرحية يؤديها هو ومجموعة من زملاءه في المدرسة والشارع واصبح المسرح والتمثيل هاجسه الوحيد.

دخل سعد معهد الفنون الجميلة في بغداد ودرس المسرح والاخراج والكتابة الادبية وتبلور في ذهنه فكرة المسرح بأبعادها الادبية والفنية والوجدانية، وادرك ان ما كان يحسبه يوما لعبة هو مهمة شاقة وقضية خطيرة ومسؤولية كبيرة الى حد ما وان المسرح ثقافة ورسالة لا مجموعة حركات وعبارات تلقى دون هدف ما، ولكن حبه لهذا الفن وفضوله الذي فجر فيه ابداعا وحفز موهبة فريدة من نوعها لم يستسلم بل اخذ يصقل موهبته التي كانت لاتزال في بداية مشوارها المتواضع على أيدي اساتذة وتجارب مسرحية عديدة اضافت له الشيء الكثير، تخرج سعد من معهد الفنون الجميلة وعمل في المسرح العسكري .

وفي عام 1990 في مدينته الديوانية استطاع سعد ان يحقق اولى احلامه في مسرحية “البهلول” التي كانت اول عمل يؤلفه ويخرجه بنفسه، كانت هذه المسرحية تتحدث عن احدى الشخصيات المتسلطة اسمه الباشا وكان يستعبد الناس ويمسخهم الى قرود فأحدثت هذه المسرحية ضجة كبيرة في زمن نظام دكتاتوري.

بدأ نجم سعد هدابي يلوح في افق الابداع الادبي والفني واصبح يشارك في اعمال ومهرجانات وحصل على العديد من الجوائز العالمية والعربية والعراقية , وفي عام 1988 حصل على جائزة افضل سيناريو عن مسلسل  “انهم يقتلون النوارس”  في مهرجان التلفزيون العالمي الذي اقيم في بغداد, بحضور الفنان الراحل احمد مرسي وكثير من الفنانين العرب والعراقيين وأيضا حصل على جائزة الابداع عن مسرحية ” نزيف المومياء” في مسابقة “الشارقة للإبداع”  الذي اقيم في الامارات عام 2000 , وحصل على جائزة افضل مخرج عن مسرحية “عربة الليل” عام 2004 كذلك في عام 2006  حصل على جائزة افضل مخرج لمسلسل “ادم والحصان” وفي  عام 2011نال جائزة افضل مخرج لمسلسل “بنيران صديقة” وفي عام 2012 حصل على جائزة أفضل  كاتب عراقي في الدراما العراقية عن مسلسل “خارطة الطريق ” والف واخرج مسلسلات تلفزيونية كانت مسلسل “بيت الشمع” و “الغائب” و”عش المجانين” و “خارطة الطريق” و”فدعة” و”حفيظ” و “الطوفان ثانية” و “انها تحتل ذاكرتي” الذي عرض هذا المسلسل على التلفزيون اللبناني، ولازال هذا المبدع يالف ويخرج ويحصل الجوائز في العراقية والعربية والعالمية.

11898900_1653037568274581_3021590740322048851_n1620779_448808328598037_7870272426960278881_n 1900064_1425743444337329_152759180_n 1922051_847015638648199_1839196670_n 10251893_1597900913788247_4747926803564136096_n 10888600_1552137565031249_6507300809420645562_n

مدنيون ينتفضون وإسلاميون ينتقدون!!

انتقد إسلاميون عراقيون تصاعد وتيرة الغضب الشعبي وارتفاع سقف مطالب الجماهير الداعية الى اصلاحات شاملة في جميع مفاصل الحكومة العراقية خلال التظاهرات التي لازالت مستمرة وللاسبوع الثاني على التوالي في وسط وجنوب العراق.

وطالب المتظاهرون بالعديد من الاصلاحات التي كان ابرزها اعادة كتابة الدستور وتنقية النظام القضائي وإقالة عناوين وشخصيات وزارية وبرلمانية بارزة وتقديمها للمحاكمة بقضايا فساد وهدر للمال العام.

وابدى الاسلاميون خشيتهم من ان تدار التظاهرات بأهواء علمانية و توجه حالة الغضب الجماهيري ضد رموز وشخصيات دينية تشغل احزابها مناصب حكومية مهمة، الامر الذي دعى الاوساط الثقافية التي تتقدم التظاهرات الى اعلان مخاوفهم من تلك الانتقادات وتاكيدهم مدنية التظاهرة وبرائتها من الانتماء لاي جهة كانت مبدين استيائهم خلال شعارات ولافتات نددت باستغلال الدين للوصول الى السلطة وهدر المال العام بعناوين اسلامية.
وكانت ساحة التحرير في العاصمة بغداد قد شهدت الجمعة الماضية، اعمال عنف ضد المتظاهرين على ايدي مجهولين ادى الى انسحاب التظاهرة بعد ان نزل الجيش لحماية المتظاهرين، وتعرضت كربلاء تزامنا مع ما شهدته بغداد الى صدامات بين الشرطة والمتظاهرون ادت الى اصاب الكثير من المشاركين بالتظاهرة، وبررت الاجهزة الامنية قمعها للمتظاهرين بوجود مثيري للشغب بين المتظاهرين من خارج كربلاء حاولوا اقتحام مبنى المحافظة تابعين لجهات لم تسمها.

وكانت مرجعية اية الله علي السيستاني اكبر المرجعيات الشيعية قد طالبت رئيس الوزراء حيدر العبادي بأن يكون أكثر “جرأة وشجاعة” في خطواته الاصلاحية، داعية اياه الى الضرب بيد من حديد لمن “يعبث” باموال الشعب، مناشدة القوى السياسية من مختلف المكونات ان تتنبه الى خطورة استمرار البلد على هذا الحال، موجهة الى ضرورة” مكافحة الفساد المستشري في المؤسسات الحكومية بشكل جاد”.
وحظي الوجود الاسلامي السياسي في الحكومة العراقية بأغلبية شبه مطلقة تشريعيا وتنفيذيا مستمداً بقاءه لأكثر من 12 عاما من نفوذا جماهيري واسع قبل الـ31 من تموز الماضي بداية التظاهرات، إلا ان انخفاض مستوى الخدمات الاساسية المقدمة للمواطن الى ادنى مستوى وارتفاع نسبة البطالة الى اكثر من الــ65% من عموم الشعب وتسجيل حالات فساد اداري ومالي كثيرة في مفاصل حكومية حيوية جعل هذا النفوذ يتراجع الى ادنى مستوى له، وبارتفاع درجات الحرارة في تموز الماضي ارتفعت وتيرة الغضب الشعبي معلنة بداية الانتفاضة على الفساد في مدينة البصرة التي سجلت مقتل احد ابنائها في مصادمات مع الاجهزة الامنية الامر الذي ألهب باقي المحافظات بتظاهرات حاشدة عفوية شكلت منعطفا حادا ادار البوصلة السياسية الى 180 درجة عكس توقعات السياسيين.
وعلى الرغم من ان رئيس الوزراء حيدر العبادي قدم ورقتي اصلاح استجابة لدعوات المتظاهرين شملت دمج خمس وزارات بأخرى وإلغاء مناصب المستشارين في الوزارات وتحديد مستشاري الرئاسات الثلاث بخمسة مستشارين لكل رئاسة بعد ان كان عددهم يفوق العشرات إلا ان هذه الاصلاحات لم ترضي عامة المتظاهرين الذي وصفها بعضهم بالخطوات الخجولة وعدها اخرون منهم مماطلة سياسية هدفها التستر على عناوين سياسية بارزة يشتبه بضلوعها بعمليات فساد كبرى.
وفي الوقت الذي دعت فيه الاوساط الثقافية والاعلامية الوطنية الى التجرد من الانتماءات المذهبية والفئوية والعنصرية وترجيح مصلحة الوطن والمواطن الذي بذل التضحيات الجسام بسبب المحاصصات والمناكثات السياسيين، أعرب مراقبون للشأن العراقي عن مخاوفهم من ان يتكرر المشهد المصري في العراق الذي عصف بحكم الاخوان المسلمين والذي تحولت فيه التظاهرات الى صراعا شعبي بين تيارات مختلفة من الشعب المصري.
ولاتزال الجماهير الغاضبة مستمرة باعتصاماتها ومظاهراتها اليومية في اقضية ونواحي تلك المدن مطالبين بإلغاء مجالس المحافظات التي تعد الحلقة الزائدة في النظام السياسي العراقي والمتسبب الاول في هدر المال العام للمحافظات بحسب مختصين.

وخشية ان يطالهم غضب المتظاهرون تبنى محافظي تلك المدن منهج اصلاحات تضمن اقالة عدد من مدراء الدوائر الخدمية الذين مضى على توليهم مناصبهم اكثر من اربع سنوات ومطالبة حكومة المركز بإلغاء مجالس المحافظات، وأقدم المتظاهرون بإغلاق مكاتب البرلمان وعدد من المجالس البلدية في مدنهم كرسالة واضحة على الغاء شرعيتها باسم الشعب.

هلاك الرخ المقدس!!

أرتسمت ظلالهم بشموخ على جدران قلعة الرخ المقدس، بدى له ان شعبه المحتار جاء ليقدم القرابين من الاموال والاولاد كعادته دوما، اضطربت سريرته وهلعت رباطة جأشه حين سمع اصواتهم تتعالى وتنادي بالموت والثبور، بدى مذعورا من صيحاتهم مذهول اللب، لم يكونوا قبل هذا اليوم سوى شعب نائم كجثة هامدة تحت ظل الوهم وحلم زائف، وجدوا كل قصص الرخ عن السفاح الذي كان يقترب منهم ويوشك ان يخنقهم ويبدد احلامهم مجرد اكذوبة وخرافة وان الموت ما كان ليخطف ابنائهم بل ان انياب الرخ كانت بهم تتلذذ، وادركوا ان الله ما كان يرى عباده بعيني الرخ الذي ادعى ان الراهب الاوحد وان ما دونه سراب، هم شعب افاق من خدر الاوهام بعد ان كوتهم ألسنة الصيف اللاهب، وقفوا وجِلون امام القلعة المحصنة بجدران البؤس التي خطت عليها شعارات كتبت بدماء ابنائهم “يحيا الرخ المقدس والموت لشعب الله السذج”!! ثارت عزائمهم وعلت اصواتهم تستصرخ الحرية المصلوبة على جدار القربان المجلودة بسياط ديناً لايعرف الرحمن ولم يؤمن يوماً بالانسان؟!

 

الصورة لمتظاهرين في مدينة الديوانية في العراق في انتفاضته ضد الفساد