مسرحية “كوليــــرا” لوصف معاناة المرأة العراقية

أستطاع الكاتب سعد هدابي في مسرحيته التي حملت عنوان “كوليرا” ان يقدم نصا ادبيا رصينا ذو مفهوم متكاملا جريئا ينقد فيه الحاضر والماضي ويجعل المستقبل رهين بإرادة المرأة.
هدابي وظف في مسرحيته ألام وأحزان المرأة ليحرر طاقة نصه الادبي الرافض للموت الذي تحول وباء كوباء الكوليرا يخطف اراواح العراقيين بسبب الحروب التي فرضت عليهم منذ عقود من الزمن دفعت المرأة ضريبتها الباهظة دون ان يكون للعراق فيها ناقة او جمل.
بدأت مشاهد المسرحية بالمرأة التشكيلية التي صنعت رجلا من طين لتجد فيه مفهوم الرجل الذي تريده ان يشاركها ثورتها على الاحزان والمأسي التي عاشتها وحيدة منذ عقودا من الزمن والى الان، محاولة خلق روح الرجل القادر على تغيير حاضرها وصناعة مستقبلها في شبح رجل مهزوم يعاني الضعف والوهن، وانتهت المشاهد بهروب هذا الرجل المكبل بالمرارة والقيد والخسارة.
ووجهت بعض المشاهد رسالة المرأة العراقية في رفضها أن يكون رحمها بئر ينتج الابناء كوقود لحروباً خاسرة كانت سبب تعاستها وحرمانها، كما حملت الرسالة ايضا رفضها للعرف الذي جعل انوثتها قربان لاهواء الرجل وضحية لوحشية.
المسرحية كانت انتقالة حقيقة بالفن من فن مستهلكً يناغم سطحية الواقع الى فنً ناقداً بناء يحاول الارتقاء بمفهوم الحياة.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *